کد مطلب:205452 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:342

مدرسته و طلابه
لم یشهد التاریخ الاسلامی مدرسة أعظم من مدرسة الامام الصادق علیه السلام، فی كثرة طلابها، و اختلاف العلوم التی كان یدرسها فیها، و كان هو علیه السلام وحده المدرس لألوف الطلاب، و لعشرات العلوم و المعارف و الفنون، و قد مر علیك فی الفصل السابق بعض ما قیل فی علمه علیه السلام، و الحدیث فی هذا الفصل عن مدرسته علیه السلام.

لقد تواتر النقل علی أن الرواة عن أبی عبدالله الصادق علیه السلام بلغوا أربعة آلاف [1] .

و قال الطبرسی: ان أصحاب الحدیث قد جمعوا أسامی الرواة عنه من الثقات علی اختلافهم فی المقالات فكانوا أربعة آلاف رجل [2] .

و قال المحقق: روی عنه ما یقارب أربعة آلاف رجل، و برز بتعلیمه من الفقهاء جم غفیر: كزرارة بن أعین، و أخویه: بكیر و حمران، و جمیل بن صالح، و جمیل بن دراج، و محمد بن مسلم، و برید بن معاویة، و الهشامیین، و أبی بصیر، و عبدالله و محمد و عمران الحلبیین، و غیرهم من أعیان الفضلاء [3] .

و قال السید الأمین: فقد جمع الحافظ ابن عقدة الزیدی أسماء الرواة عن أبی عبدالله علیه السلام فكانوا أربعة آلاف، و جاء ابن الغضائری فاستدرك علی ابن عقدة، فزاد علیهم [4] .



[ صفحه 420]



و ربما فتح علیه السلام فروعا لمدرسته فی بعض العواصم الاسلامیة.

قال الحسن بن علی الوشا: أدركت فی هذا المسجد - یعنی مسجد الكوفة - تسعمائة شیخ، كل یقول: حدثنی جعفر بن محمد [5] ، علما بأنه كان یسیر الیها قسرا و یقیم فیها تحت مراقبة شدیدة من قبل الدولة.

و الخلاصة: لقد تلمذ علی الامام الصادق علیه السلام جل علماء المسلمین المعاصرین له، و عدوا أخذهم عنه منقبة شرفوا بها، و فضیلة اكتسبوها [6] .

و الیوم و بعد مضی ما یزید عن ثلاثة عشر قرنا علی تأسیس مدرسة الامام الصادق علیه السلام، لا تزال العلوم الاسلامیة: من فقه، و حدیث، و تفسیر، و فلسفة، و أخلاق، و غیرها من العلوم، عیالا علی مدرسته، تستمد من آراء مؤسسها الحكیمة، وتوجیهاته القیمة، و لیست العلوم الاسلامیة وحدها عیالا علی مدرسة الامام الصادق علیه السلام، بل أن الكثیر من العلوم الحدیثة، كان له علیه السلام الید الطولی فی تأسیسها و انمائها.



[ صفحه 421]




[1] المناقب: 2 / 324. الذكري للشهيد. كشف الغمة 226 أعيان الشيعة 4 ق: 2 / 171.

[2] أعلام الوري 277.

[3] المعتبر.

[4] أعيان الشيعة 4 ق: 2 / 171.

[5] الرجال للنجاشي 31 ضحي الاسلام: 3 / 263.

[6] مطالب السؤول: 2 / 55.